19 بطولة خلال ستة مواسم .. هذا هو جوزيه مع الاهلى
تحطيم كل الارقام القياسية التى تحتاج الى أعوام كثيرة للاقتراب منها .. هذا هو جوزيه مع الاهلى
أسماء كبيرة ونجوم متألقة هى أمل مصر فى تصفيات كأس العالم ... هؤلاء هم نجوم الأهلى
تشجيع وترحال ومؤازرة وحب وعشق وهيام ... هذا هو جمهور الاهلى
فكم انت "جميل" يا أهلى ... كم أنت "جميل" يا جوزيه ... و كم انت "جميل" يا جمهور الاهلى !!!
حاولت كثيرا أن أقنع نفسى بالاستمتاع فقط بهذه الليلة "الجميلة" ، وأترك العمل لأتفرغ للاحتفال فقط وأشاهد الأغانى والكليبات ومختلف القنوات التى تحتفى بالبطل "الحقيقى" لدورى هذا الموسم ، ولكن ... يبدو أنه كُتِبَ على أمثالنا أن نستمتع بطريقة أخرى ، وهى الدخول فى التفاصيل أكثر لمرعفة ما حدث فى اللقاء عن قرب ، لنتعلم ونقدم الامور واضحة للجميع ، وهذه هى طريقة احتفالنا ... ولكن صدقونى ، هذه المرة احتفلت حقا ، وتناسيت العمل والحيادية والهدوء لمدة ساعة واحدة – شعرت انه من حقى كأهلاوى قبل أى شئ أن أختطف دقائق معدودة لأقفز عاليا وأهلل مع صور اللاعبين ، وأهتف ( بحبك ، يا أهلى ) .. فهو بالفعل "جميل جدا " !!
ولو كان الامر بيدى ، لكتبت فقط مقالا سريعا بعيدا عن أى تحليل ، لنحتفل سويا فقط لا أكثر ولا أقل تاركين هذا الموسم خلف ظهورنا حتى بأفراحه فى النهاية ، ولكن .. بهذه الطريقة لا نكون "أهلاوية" ، فنحن فقط من نختلف عن كثيرين ، فلا ننظر الى الفوز مجردا ، بل نبحث عن أسبابه الحقيقية ونحلل الأداء حتى لو كان أقل من حجم الفوز نفسه ، فقط لنتعلم وندرس الاخطاء ونقاط القوة ، لننظر الى المستقبل بنظرة موضوعية حقيقية وواضحة .. لأننا بصراحة لا نود أن نفوز فقط بـ ( 34 بطولة دورى ) ولا نود أن تزيد بطولاتنا الى ( 19 فقط فى 6 مواسم مع هذا الساحر ) .. بل نريدها " 134 بطولة دورى ، وليرتفع عدد بطولاتنا خلال الـ 6 مواسم المتتالية القادمة الى 50 بطولة بدون أن نترك الساحة لأى فريق آخر " !!!!
هذا هو طموح الاهلاوية - المشروع – الذى لا نهاية له ، بكل شرف وأمانة ، وبما أن كلمة "حق مشروع" قد تكررت كثيرا مع رغبات الفرق المنافسة فى تعطيل الاهلى فقط وليس الحصول على بطولة ، فأعتقد أننا أحق بها ، وبالتالى أرى أن حقنا المشروع هو أن نبدأ الآن ومن الآن الاستعداد للموسم الجديد ، لأن أمام "الاهلى" وجمهوره الغفير مهمة شاقة جدا .. وهى ( الاستمرار فى الحفاظ على القمة بعد رحيل أروع وأقوى مدير فنى فى تاريخ الاهلى والكرة المصرية – مانويل جوزيه – واحلال وتجديد بعض مراكز الفريق من أجل مواصلة السعى أكثر وأكثر نحو الحفاظ على مكانتنا العالمية الآن ، ولن نرضى عن ذلك لأى بديل ياذن الله ) ...
أدار العبقرى "جوزيه" هذا اللقاء كما لم يدير أى لقاء سابق ، فوضع فيه كل خبرته وحنكته ، وقسم المباراة الى عدة أجزاء على اعتبار أن لكل فترة "سيناريو" خاص بها ، وليرى كيف سيتعامل "ريكاردو" معه ... ولكن جاءت المكافأة مبكرة جدا من "أقوى فهد أنجولى بالقارة السمراء – فلافيو – والذى لا يجب أن يغادر أبدا أبدا النادى الاهلى" وبالتالى ، منح "جوزيه" الفرصة أكثر وأكثر للتروى والهدوء فى اتخاذ قراراته ، وجاء توفيق الله سبحانه وتعالى فى بداية المباراة ليضع فريق "الاسماعيلى" نحن ضغط محاولة التعويض طوال أوقات اللقاء ... وربما جاء كدرس للجميع بأن الكبير هو من ينازل الكبار بشرف ويلقنهم دروس كروية سريعة فى كيفية انهاء تلك المقابلات الصعبة جدا ..
تمنيتها هجومية ، وبرأسى حربة منذ البداية ، الا أن "جوزيه" يصر على أن يمنحنى الدرس الأخير شخصيا استكمالا لكل ما تعلمته على يديه ، وأمتعنى "الملك" بدفاعه المنظم المحنك جدا ، نعم استمتعت بالدفاع والادارة التكتيكية الهائلة لقاء على يديه ، ويبدو أنى سأظل أسيرا لعقليته الفريدة وأكر مرات ومرات أن هذا الرجل هو أحد الاسباب الكبيرة فى دخولى هذا المجال حاليا ، واتمنى مقابلته فى يوم من الايام لأخبره كم أحببته واحترمته ، وانتقدته لأنه هو من علمنى كيف أفكر لأنتقده .. وكم انت كبير أيها الرحالة البرتغالى الرائع !
أعجبنى "ريكاردو" كثيرا بالمناسبة فى هذا اللقاء وخاصة مع تغييراته ، لأنه حاول تصحيح الوضع بمزيد من الاوراق الهجومية مقلدا "المغامر البرتغالى" فى تخفيف أسلحته الدفاعية واستبدالها بأوراق هجومية ، الا ان "الخبير" أصر على استمرار طريقته الدفاعية المتطورة ، والتى كادت أن تؤدى الى فوز "رباعى" تقريبا ، وذكرنى كثيرا بأداء "ايطاليا" التى تعتمد على منصات دفاعية هائلة ، تنطلق بعدها الى الهجوم المفاجئ لتلدغ المنافس مرة أو مرتين على الأكثر ... لينتهى اللقاء بأقل مجهود ممكن وبمنتهى السهولة ..
نعم ، كنت متحمسا للهجوم الشديد منذ البداية ، ولكن "جوزيه" أدرك جيدا منذ البداية ما أدركته انا متأخرا بعد مرور أول نصف ساعة من اللقاء ، بأن "الهجوم" المندفع قد يؤدى الى عواقب وخيمة ، مع توسيع مسرح العمليات وفتح الملعب تماما ، واقتنعت جدا بوجود "صديق" فى اليمين للمهام الدفاعية فقط ، وعدم تقدم "جيلبرتو" الا فيم ندر .. بالرغم من أن "الاسماعيلى" لعب كثيرا خلف "صديق" والذى كان يحتاج الى مساندة أكثر من "لاعب الوسط المدافع" ناحيته لغلق هذه المساحة ، واحقاقا للحق فان "الدراويش" فى الشوط الاول نجحوا فى الضغط المستمر على أجنحة الاهلى وبدا وكأن الفريق لن يتحمل الضغط كثيرا ... الا ان "الشوط الثانى" اختلف تماما ، وبدا أن خطة "الثعلب العجوز" قد أتت ثمارها حيث ظل "الاسماعيلى" يضغط ويجرى ويتحرك طوال الشوط الاول حتى استنفذ معظم تركيزه ومخزونه البدنى والنفسى ، وبالرغم من استمرار السيطرة الميدانية الى حد كبير للمنافس ، الا أن الشوط الثانى - عكس ما قاله تماما معلق المباراة – لم نلمح فيه كرة حقيقية خطرة على مرمى "الاهلى" عكس ما جاء فى الشوط الاول والذى اقترب فيه كثيرا لاعبو الاسماعيلى من التهديف ...
خط دفاع الاهلى بالفعل كان نجم المباراة – باستثناء هفوات بسيطة وطبيعية – وأعتقد أنه كان يجب على خط وسط الاهلى التركيز أكثر ، لأنه لم يكن على ما يرام فى الشوط الاول ، وفعلا كان "اينو" غائبا تقريبا عن اللقاء بينما أدى "عاشور" واحدة من أروع مبارياته – الدفاعية – فى الآونة الاخيرة ، ولو كان "احمد حسن" سليما وجاهزا لشاهدناه منذ بداية اللقاء او على الاقل منذ بداية الشوط الثانى ليمنح "أحمد فتحى" مرونة تكتيكية أكثر ، ولكن رغبة "جوزيه" فى ملء الوسط وعدم الاطمئنان للثنائى وحيدا هو ما جعل "فتحى" يعود مدافعا للوسط كثيرا جدا ...
وتغييرات "جوزيه" كانت ممتازة ، وفى الوقت المناسب فعلا ، وما لفت انتباهى بشدة هو التغيير الثالث ، والذى بمجرد نزوله الى الملعب – محمد طلعت – شعرت أنه قادر وحده على قيادة خط هجوم الاهلى ، وربما لمواسم طويلة قادمة ، فهذا الشاب الرائع بعد 3 مباريات فقط أكد تماما أنه أنجح صفقات "الاهلى" هذا الموسم ، وسيكون نجما لامعا جدا فى سماء الكرة المصرية قريبا اذا ما استمر على تركيزه ومستواه ، وأعتقد انه طالما تواجد داخل القلعة الحمرء ، فلنتأكد جميعا باذن الله أن هذا النسر الطائر سيكون رأس حربة منتخب مصر الاول قريبا جدا ...
مباراة كما ذكرت تكتيكية رائعة من قبل الساحر ، ويبدو انه لا يريد أن يتركنا الا بذكرى رائعة وجميلة جدا ، وأتمنى أن يعى الجميع أن هذا الرجل أحد الأسباب الكبيرة جدا فى تطور مستوى الكرة المصرية خلال الاعوام الماضية – ولهذا حديث آخر ربما ظهر قريبا فى مفاجأة أتمناها – وأنا لا أجد كلاما أقوله سوى ( شكرا من كل قلبى وقلوب الاهلاوية يا مستر / جوزيه ، ستظل دوما وحدك .. الملك ) ..
الإثنين 25 مايو 2009, 4:46 pm
