تعادل منتخب مصر إيجابيا بهدف لهدف أمام فريق زامبيا الضيف على إستاد القاهرة، والذي كان من المتوقع سهولة إلتهامه بعدد وافر من الأهداف لضمان الإرتقاء للترتيب الأول في المجموعة من المباراة الأولى، وكذلك تعادل فريق الاهلي حين حل ضيفا على فريق كانو بيلارز النيجيري في إستاد لا يهم لغة كرة القدم، بل من العيب قول أنه ملعب من الأساس، وتسببت الخشونة وسوء الأرض في لعب نجوم الأهلي بهدوء خوفا من أي إصابات.
إلا أنه من غير الملائم الحديث عن سوء الأرض بعد عدة أعوام خاضها الأهلي على أراضي وملاعب أسوأ بكثير من الملعب الأخير، فالتعادل لم يأتي من سوء الأرض "فقط"، بل أن الهدف الذي دخل مرمى الأهلي كانت من كرة عرضية لم تمس الأرض من الأساس حتى نلجأ إلى مقولة "الأرض صعبت الأمور".
في الحاليتين سواء على صعيد المنتخب أو النادي الأهلي، الفريقان وصولوا لنقطة عالية من الجودة واللاعبين المهرة الذي بأيديهم تخليص المباراة في أي وقت كان، لكن اللاعبين لعبوا برعونة شديدة وتباطؤ في أوقات عديدة من زمن المباراة حتى دخول هدف المضيفين في مرمى رمزي صالح.
فإن هناك وجهة نظر تسير في إتجاه زائدة الثقة في المبارايتين وليس قلتها، دخل منتخب مصر وهو واثق من الفوز وكان السؤال هو بكم هدف؟؟، وخاض الأهلي المباراة وهو على يقين بفارق المستوى بين الجانبين خاصة وأن نفس التصريحات من جانب الفريق المنافس مشابهة لتصريحات فريق أفريكانز الذي أقصاه الأهلي بسهولة، إذن فلماذا القلق من المنافس تلك المرة أيضا؟!.
اللعب كان بأقل مجهود، وفلافيو يومها لم يكون فلافيو المعتاد كما عودنا الموسمين الأخيرين، بل كان لاعب مبتدئ يحرص ألا تفلت الكرة منه ويفكر كثيرا قبل تسديدها أو تمريرها ليقف بعدما مائة حاجز بينه وبين أي ردة فعل سواء في التسديد أو التمرير، حيث أن اللاعب طوال عمر المباراة لم يسدد سوى ثلاث تسديدات إثنان منهما في القوائم.
جميعنا نعلم تماما مدى تأثر لاعبان بحجم أحمد حسن ومحمد بركات المصابين والمستبعدان من التشكيلة المسافرة إلى نيجيريا، لكن الفريق لم يكن ليتأثر بهما في مباراة بتلك الحجم، وإن كان الفريق قد تأثر بالفعل في غيابهم بتلك مشكلة أخرى مع كامل التقدير والإحترام للكبيران، فإن الفريق "الغلبان" الذي إستضافنا لم يكن بالمنافس الصعب الذي يحتاج الصفوف كاملة، وقد وضح الأمر خلال الشوط الأول ليعكس فقر الفريق فنيا والأخطاء المتكررة من التسليم والإستلام.
وقد أتحفنا زميلنا العزيز الدكتور عمرو عبيد بإحصائياته كالعادة، وقد قدم شروحات صورية للتمريرات الخاطئة والصحيحة للاعبين والتي كانت من وجهة نظري على الأقل "كارثة" في قلة عدد التمريرات الصحيحة والعرضيات القليلة جدا جدا، وقد جدول به إحصائيات الفريقان، حيث كانت الغلبة للأهلي من حيث نسبة الإستحواذ بـ51% فقط!!، هل هذا هو مستوى الأهلي؟ إدراك تعادل وكرات خاطئة وسيطرة وهمية الخ..؟.
صورة إحصائيات الزميل عمرو عبيد
وإنت كانت المشكلة إن إفترضنا وجودها عن النادي الأهلي هو إصابة بعض اللاعبين في الفريق، فما هي حجة المنتخب كامل العدد واللاعبين المميزين؟.
ما هي التركيبة التي يتوجب وجودها في المنتخب أكثر من ذلك حتى ننافس بسهولة في تصفيات كأس العالم، كيف كنا نرغب في أن نكون ندا قويا في كأس العالم للقارات مع المنتخبات الكبرى وأنت نستفيد من تلك الإحتكاكات فقط؟، وأرجو فعلا أن يكون التعادل أمام زامبيا هي مجرد كبوة جواد لا أكثر.
وكل من شاهد مباريتي المتنخب والنادي الأهلي يدرك تماما أن مشكلة العرضيات مازالت أزمة تؤرقنا، فأن نصنع حاجزا بين الكرة والمهاجمين ومنع الكرات العرضية والعشوائية من دخول مرمنا نسبتها غير مريحة، فعلى اللاعبين سواء في المنتخب أو النادي وكذلك اللاعبين المشتركين في كلا الطرفين أن يكون على درجة عالية من الوعي وسرعة التفكير حتى لا تتكرر تلك الأخطاء في مواقف قد لا تمر مرور الكرام مثل ما حدث في نيجيريا، فالتعادل على أرض المنافس إيجابيا لهو أمر في صالح النادي الأهلي، حيث سيسعى الفريق النيجيري في الهجوم على أرضنا ووسط جماهيرنا لإدراك فارق الأهداف، وهو ما سيساعد لاعبي الأهلي في إستغلال المساحات الواسعة الذين يتقنون التميز فيها.
خلاصة القول بأن الأهلي لم يكبر سنا على الكرة، بل إتجه إلى أن يكبر عليها من حيث السمعة، الأهلي فريق بطل وسيظل بطل فقط إن لعب كل مباراة له وكأنها بداية دوري جديد أو كأس أو أي بطولة، لكن حالة التذبذب والتي –قطعا- لاحظها جميع عشاق الأهلي بالرغم من الفوز في العديد من المباريات لهو أمر غير مقبول بالمرة.
وكلمة أخيرة عن هاني العجيزي الشاب الطامح للنجومية، فقد أحرز هدفا يشبه إلى حد كبير أهداف زميه وأستاذه القادم في التهديف أمادو فلافيو، والحمد لله أنه تعلم سريعا في هذا الوقت نظرا لهبوط مستوى القدوة في اللقاء والتي كانت الأمال معلقة عليه في الفترة الأخيرة مع كل كرة في الهواء.